Skip to main content
أحدث المقالات

ومنّا نحن، أي وسام يليق بك ؟.. رسالة إلى غازي القصيبي من محمد جابر الأنصاري

By May 29, 2023#!31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:001131#31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:00-2+03:003131+03:00x31 18pm31pm-31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:002+03:003131+03:00x312023Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +03000520510pmWednesday=537#!31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:00+03:0010#October 18th, 2023#!31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:001131#/31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:00-2+03:003131+03:00x31#!31Wed, 18 Oct 2023 14:05:11 +0300+03:00+03:0010#No Comments

بعد أن نلت من الأوسمة ورموز التكريم ما تستحق من قياداتنا، وفي آخر أيام حضورك الشخصي بيننا، (أما حضورك المعنوي في البحرين فجزء من حضورها الثابت)، أقول في هذا الموقف الذي أردته من فيض روحك العامرة «مبتسمًا لا مكتئبًا».. ونحن نغالب عمق الشعور لنجعله كما تريد..
في هذا الموقف يعايشني السؤال.. ومنا نحن، أي وسام يليق بك؟
نحن زملاء مدرستك.. ورفقاء حرفك.. وأصدقاء مسيرتك.. وإخوان الصفاء.. صفاء روحك الكبيرة الجذابة.
ونحن مواطنو هذا البلد، كبارا وصغارا، أغنياء وفقراء، مدنا وقرى، خاصة وعامة، رجالا ونساء.. من الذين وجدوا طائرات خاصة تنقلهم للعلاج الفوري في أفضل المستشفيات الخاصة بالمملكة الشقيقة وفي أحرج الأزمات واللحظات بأوامر ملكية كريمة، ناهيك بالآلاف الذين تيسرت لهم العلاج المتواصل هناك.
ومن الذين، شاركتهم مناسباتهم بكلماتك وحضورك.. وبروح متواضعة ومعبرة عن ربيع فرحك وتفاؤلك الدائم.
ومن الذين، وجدوا مدارسهم وجمعياتهم وأنديتهم ومؤسساتهم تحظى منك، أو بمسعاك الحميد، على الدعم المادي والأدبي الذي تنتظر.
ومن الذين، في ساعات العسرة، امتدت إليهم يمناك دون أن تعلم يسراك.
ولا أعتقد أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية – بين العرب خاصة – سيسجل نموذجًا ارتفعت وارتقت فيه الدبلوماسية وعلاقاتها بين بلدين إلى مستوى التفاعل الروحي العميق، بكل ألق المحبة والشعر والثقة والوفاء، كما كانت سنون سفارتك السبع في أوال، أرض الخلود.. خلود الوفاء.. قيادة وشعبا.. وبإمكانك أن تثق في وفائنا جميعا.
عرفناك في البدء شاعرًا لا يحب الالتزام.. فإذا التزامك ليس في نظم الشعر فحسب، وإنما في أخطر وأصعب مواقف الحياة.. نبلاً وشجاعة وإقدامًا.. وتفتقت عن رداء الشاعر شخصية رجل النهضة الذي يندر أن نراه في أيامنا هذه.. بطرحه الجريء في الفكر والاجتماع والسياسة.. ليختلف حوله الناس – كأي رائد مجدد – لكنهم يجتمعون على احترامه وتقديره، ليذكرنا بذلك العصر الجميل في ثقافتنا العربية.. أيام العقاد.. وطه حسين.. عندما كان الشاعر والكاتب، فوق احتراف الكلام، رجل نهضة لعصره في كل الميادين.. ورجل ابداع لكل مواسم الابداع..
السفير غازي القصيبي.. أما السفير فمتنقل..
وأما غازي فمقيم.. في عمق الأرض.. في عمق البحر.. في عمق الناس.. متجذر كنخلة.. وباقٍ في عمق المحار.. موضع اللؤلؤ.. من جزائر«اللؤلؤ».. وفي جميع «الأماكن القديمة» بعبقه الأصيل.
ومهما نأت بك الديار يا غازي.. وبعد المزار.. وبعد أن غيمت الآفاق – كما يغيم الدمع في عيني هذه اللحظات – فسيبقى بيننا وبينك.. ذلك الضوء الذي لاح لك في ألق الصبا، من شواطئ المنامة.. يلوح.. ويلوح دائما.. مع نداء مئذنتها الحبيبة.. بلا انقطاع (فالضوء لاح.. فديت ضوءك في السواحل يا منامة).. ليبقَ اشارة تواصلنا عبر الزمن.
وإلى لقاء آخر.. أيها الإنسان الكبير..
المحب والمخلص لك.. محمد ج. الانصاري..